الجراثيم تقدم خدمات جليلة للجهاز الهضمي

لندن–وكالات- فضائية الاقصى- أكد علماء من (كلية طب هارفارد) الأميركية أن الجراثيم ليست كلها ضارة ، إذ أن هناك جراثيم مفيدة جداً منها ما يوجد في الجهاز الهضمي بدءاً من الفم وحتى نهاية القولون .
وبحسب ما أفاد العلماء فإن تلك الجراثيم تخفي نفسها عن أعين الجهاز المناعي باتخاذها شكل الخلايا المعوية .
وقال العلماء : إن للجراثيم أجسام متناهية في الصغر وحيدة الخلية لا ترى بالعين المجردة موجودة حولنا وداخل أجسامنا ، وهي تتكاثر بسرعة وتنضج بسرعة ، والجرثومة الواحدة يلزمها فقط 20 دقيقة لا أكثر لبلوغ حجمها النهائي .
وتشير التقديرات إلى أن القولون يحتوي على مائة تريليون من الجراثيم النافعة والتي تلعب دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي بين المستعمرات البكتيرية المعششة في الأمعاء بحيث تتواجد هذه في حلف سلمي لا يكون فيه غالب أو مغلوب .
وأوضح العلماء : إن (بكتيريا الأسيدوفيلس) التي توجد في اللبن نافعة وصديقة للجهاز الهضمي، إذ تساعد على هضم البروتينات لتعطي مركبات مهمة مثل حامض اللبن وهيدروجين البيروكسايد وعدد من فيتامينات المجموعة (ب) إلى جانب مواد مضادة للجراثيم الشريرة .
والجراثيم النافعة سمحت باكتشاف وظيفة الزائدة الدودية ، فبعدما كان القاصي والداني يقول أن لا وظيفة لها تمكن فريق طبي أميركي أن يبين أن الزائدة تقوم بإنتاج وحفظ طائفة واسعة من الجراثيم النافعة التي لها دور في مناهضة بعض أمراض الأنبوب الهضمي .
وأكد الباحثون أن التوازن المذكور يمكن أن يتعرض للخلل بسبب الإصابة ببعض الأمراض أو نتيجة تناول المضادات الحيوية الأمر الذي يعطي الفرصة للجراثيم الضارة كي تسبب عدداً من العوارض الهضمية المزعجة .
ويحاول العلماء الاستفادة من الجراثيم النافعة لعلاج بعض الأمراض الهضمية ، فمثلاً لاحظ علماء أسكتلنديون أن أحد أنواع الجراثيم في الأمعاء يوجد بنسبة أقل عند المصابين بالتهاب القولون التقرحي مقارنة مع غيرهم من الأصحاء ، وبناء عليه يحاول البحاثة تطوير عقار يعزز وجود الجراثيم النافعة.